الجمعية المغربية لحقوق التلميذة والتلميذ
مرحبا بكم في موقع الجمعية المغربية لحقوق التلميذ-ة
الجمعية المغربية لحقوق التلميذة والتلميذ
مرحبا بكم في موقع الجمعية المغربية لحقوق التلميذ-ة
الجمعية المغربية لحقوق التلميذة والتلميذ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجمعية المغربية لحقوق التلميذة والتلميذ

منتدى يعنى بقضايا وحقوق التلاميذ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشغب المدرسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 60

الشغب المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: الشغب المدرسي   الشغب المدرسي Emptyالجمعة مارس 22, 2013 5:00 pm

ظاهرة الشغب لدى التلاميذ..الأسباب والحلول
مؤخرا أصبح جل الأساتذة والإداريين يشتكون من شغب التلاميذ،ومن ارتفاع حدة الشغب داخل مدارسنا،مما يخلق جوا لاتربويا يهدد في العمق هدف ووظيفة المؤسسة التربوية،ويؤشرعلى مفارقة تدهور وتردي القيم لدى تلاميذتنا وفي عقرمؤسسة تربوية (المدرسة)من أهدافها الأساسية التربية على القيم،ويدق ناقوس الخطر حول حاضر ومستقبل أجيال المتعلمين والمجتمع ،وحول مدى خطورة تعميق الاختلالات المجتمعية في أبعادها التربوية والقيمة والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية...مما يجعل شغب التلاميذ ظاهرة تستحق المقاربة والمعالجة،ورغم خطورتها ،ورغم أن الجميع يشتكي منها،فإن تقريبا لا أحد (مسؤولين وتربويين ومجتمع...) يطرحها للنقاش العمومي المسؤول(المؤسساتي والإعلامي)،لمعالجتها وإيجاد الحلول الناجعة لها،وبالتالي المساهمة المواطنة والمسؤولة في إنقاذ تعليمنا وأبنائنا من الاختلالات والسلبيات التي قد تعصف بمستقبلهما ومستقبل المجتمع والوطن ككل.
وعليه،سنحاول في هذه الورقة إثارة النقاش حول ظاهرة شغب التلاميذ خصوصا في سلك التعليم الثانوي التأهيلي،وذلك من خلال عينة تمثيلية(عشوائية نسبيا) بثانوية تأهيلية توجد في مدينة صغيرة غرب المغرب (تحفظنا على ذكر المؤسسة والمدينة)،وتنتمي إلى وسط اجتماعي محاط بأحياء شعبية وبأحياء قليلة لفئات اجتماعية متوسطة،(وكنا نتمنى أن تكون الفئات والنماذج التمثيلية أكثر اتساعا من حيث متغيراتها: البشرية والجغرافية،والاجتماعية،والأسلاك التعليمية...لكن ذلك يتطلب مجهودا جماعيا ومؤسساتيا حقيقيا،وليس فرديا فقط ،لأن الأمر يتطلب مجهودات كبيرة وشروط كثيرة).
وهكذا عملنا على تشخيص الظاهرة من حيث تمظهراتها وأسبابها،ومحاولة إيجاد بعض الحلول القمينة بالقضاء عليها أو على الأقل الحد منها،وذلك بالاعتماد أساسا على أراء بعض التلاميذ(باك) والأساتذة (تراوحت أقدميتهم في التدريس بين 4سنوات و23سنة)والإداريين(عينة من حراس عامين وناظر) التي استطعنا الحصول عليها من خلال استمارة ذات أسئلة مفتوحة(لابد من الإشارة إلى أننا لم نقم ببحث بمعناه الأكاديمي المتعارف عليه،فقط كانت الغاية هي إثارة موضوع الظاهرة)،وكانت ا كالتالي:ماهي في نظرك أسباب الشغب لدى التلاميذ(في القسم وخارجه)؟كيف يتم التعامل مع التلاميذ المشاغبين(من طرف الأستاذ والإدارة)؟من الأكثر شغبا الذكور أم الإناث؟ماهي الحلول في نظرك للقضاء على هذه الظاهرة؟
وبعد تفريغ نتائج الاستمارات حول الظاهرة،سنحاول تحليلها ومناقشتها لتسليط المزيد من الضوء حول أسبابها العميقة والحلول الأساسية لمعالجتها.
*تمظهرات الشغب لدى تلاميذ الثانوي التأهيلي:
يمكن إجمال بعض تمظهرات الشغب لدى تلامذة الثانوي التأهيلي في:
-داخل القسم/الفصل الدراسي:التشويش على جو الدراسة من خلال:افتعال شجارات وتبادل العنف الكلامي بين التلاميذ،الكلام والضحك أثناء الدرس،قذف التلاميذ وأحيانا الأستاذ/ة (بأوراق وغيرها من المتاح)، واستعمال "الوولكمان"،استعمال الهاتف النقال وتشغيل الموسيقى أو بعض الرنات،إطلاق بعض الأصوات المثيرة للضحك،التحرش بالتلميذات و بالأستاذ/ة،التشنيع والاستهزاء بالأستاذ/ة بكلام مضحك أو مخل بالاحترام،عدم الانضباط الدراسي(لامبالاة،عدم إحضارالكتب والدفاتر وعدم الالتزام بتعليمات الأساذ/ة(المشاركة،كتابة الملخصات،تهييء التمارين المنزلية...)،الكتابة المبتذلة على الطاولات والسبورة وجدران وأبواب القسم ،تخريب تجهيزات القسم،عدم الانضباط لأوقات الالتحاق بالقسم،افتعال أسباب واهية لعرقلة الدراسة والخروج من القسم(المرحاض،المرض...)،افتعال الاحتجاج على الأستاذ...
-خارج القسم(ساحة المدرسة):الشجارات،الصراخ،التحرش بالتلميذات،مهاجمة الأساتذة والإداريين بالكلمات النابية والمثيرة للاستهزاء،عدم الانضباط لوقت الاستراحة،ولأوقات الدخول إلى المدرسة وإلى الأقسام،تخريب وإتلاف التجهيزات والمرافق المدرسية،الكتابة اللاأخلاقية على جدران المؤسسة ومرافقها...
*ماهي أسباب ظاهرة الشغب لدى التلاميذ؟
أسباب ظاهرة شغب التلاميذ بالنسبة لعينتنا من التلاميذ(من الجنسين) كانت كالتالي:
- في القسم:عدم الاهتمام بالدراسة والوعي بأهميتها وغياب روح المسؤولية؛استغلال طيبوبة الأستاذ/ة؛عدم احترام الأساتذة؛سوء التربية من طرف الأسرة؛المعاناة من المشاكل الأسرية والاجتماعية؛الشعور بالملل والوحدة والتهميش والفراغ النفسي ومحاولة إثارة الانتباه لإثبات الذات؛الشعور بالفشل الدراسي ومحاولة التشويش على المجتهدين؛ضعف شخصية الأستاذ/ة؛غياب التواصل الإيجابي بين الأستاذ/ة والتلاميذ؛المعاملة القاسية والصارمة والمهينة للتلاميذ من طرف الأساتذة؛المعاناة النفسية لسن المراهقة.
- خارج القسم(ساحة المدرسة):عدم احترام الآخرين وتقديرهم؛الشجار المرتبط بالدراسة؛الشجار حول ومع الفتيات؛عدم احترام قوانين المؤسسة؛اعتماد العنف والتخريب والكلام الفاحش لإثارة انتباه الآخرين وإثبات الذات ولعب دور البطولة؛عدم صرامة وتشديد الحراسة؛الشعور بحرية أكثر خارج القسم الذي يشكل "سجنا" ويمارس ضغطا على هذه الحرية؛اعتبار ساحة المدرسة مجالا لتفريغ المكبوتات؛الموقف العدواني من المؤسسة وأطرها.
وبالنسبة لأراء الأساتذة في أسباب الظاهرة:
-في القسم:غياب الرغبة والاهتمام بالدراسة؛عدم قبول المادة والتقويم؛عدم استجابة المقرر والمادة الدراسيين لاهتمامات وحاجيات وانشغالات التلاميذ؛ضعف المستوى وعدم استيعاب الدروس والشعوربالفشل الدراسي؛عدم كفاءة بعض الأساتذة واحترامهم للبرامج المقررة؛الاكتظاظ وظروف العمل المزرية في القسم؛الفروقات الفردية(السن،المستوى...)؛عدم الاهتمام بالمادة(حسب قيمة ونسبة معاملها وعلاقتها بالامتحانات الوطنية او الجهوية)؛عدم احترام الأستاذ/ة؛ضغط ساعات الدراسة الكثيرة وثقل وتضخم وطول المقرر الدراسي؛غياب قيم الاحترام والواجب والالتزام والمسؤولية؛تراخي الأستاذ/ة وانفتاحه الزائد على التلاميذ؛عدم إحضار لوازم الدراسة(الكتب،الدفاتر...).
-خارج القسم:مرافقة أصدقاء السوء؛غياب جاذبية المؤسسة وما يملأ فراغ التلاميذ من وسائل وأنشطة ترفيهية وتثقيفية؛حب التظاهر وإبراز الذات؛غياب الرقابة الصارمة؛الشعور بالتحرر من قيود ومراقبة القسم؛غياب التربية على القيم لدى التلاميذ(دينية،أخلاقية،الانضباط،الاحترام...)؛الاكتظاظ والعدد الكبير للتلاميذ وضيق مجال الساحة؛قلة الأطر التربوية المكلفة بالحراسة؛إهمال الجانب الأمني داخل المؤسسة؛عدم ملاءمة أوقات العمل والدراسة وعدم ضبط مواقيت الدخول والخروج؛غياب وسائل حديثة وفعالة للمراقبة؛التساهل مع التلاميذ المشاغبين مما يجعلهم يتمادون ويشجع آخرون على الشغب.
أما أسباب ظاهرة شغب التلاميذ حسب الإداريين:
وهي أراء قدمها لنا بعض حراس الخارجية وناظر:
- في القسم:ضعف المستوى وعدم القدرة على مسايرة الدروس والامتحانات والتكيف مع البرامج والمناهج لعدم فعاليتها وملاءمتها مع الحاجيات والاهتمامات النفسية والفكرية والاجتماعية للتلاميذ؛ضعف المستوى الحقيقي للانتقال من مستوى إلى لآخر؛انعدام الكفاءة البيداغوجية والتربوية لدى بعض المدرسين وضعف وعدم نجاعة الدورات التكوينية؛ضعف شخصية الأستاذ/ة؛التأثير السلبي للمشاغبين على بعض التلاميذ؛صعوبات وضعف التواصل بين الأساتذة والتلاميذ؛ التناقضات و المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية الزائفة والهشة في علاقتها بمفهوم المدرسة والتي تعصف بأهداف ووظيفة المنظومة التربوية.
-خارج القسم:سوء التفاهم بين التلاميذ وعدم تشبعهم بقيم الحوار كآلية للتفاهم وحل المشكلات والخلافات؛الرغبة الخاطئة في تأكيد الذات وخصوصا من طرف الذكور أمام الإناث؛سوء معاملة بعض الإداريين والأعوان؛استقالة الأسرة (والمجتمع عامة)من أدوارها التربوية لأبنائها؛ضعف أو غياب الوظيفة التربوية لجمعية آباء وأولياء التلاميذ؛التساهل أوالتراخي في تفعيل الوظيفة التأديبية والتربوية لبعض مجالس المؤسسة؛قلة وعدم كفاية الأطر الإدارية والتربوية المكلفة بتأطير التلاميذ؛إفراغ المنظومة التعليمية من أدوارها التربوية والتأطيرية.
كيف يتم التعامل مع التلاميذ المشاغبين؟
كانت أجوبة التلاميذ كالآتي:
-من طرف الأستاذ/ة:توعيتهم بأهمية الدراسة وخطورة الشغب وإرشادهم إلى الطريق الصحيح؛توبيخهم وإخراجهم من القسم وتوجيههم إلى مكتب الحراسة قصد اتخاذ الإجراءات الملائمة في حقهم؛استعمال بعض الأساليب العقابية والزجرية(الخصم من النقط،تهميشهم...).
- من طرف الإدارة:اتخاذ بعض الإجراءات التأديبية الصارمة(توقيفهم لمدة محددة،كتابة التزام،إحضار أولياء أمرهم؛توبيخهم وتوعيتهم بخطورة أفعالهم؛إن كانت أفعالهم خطيرة ومتكررة تتم إحالتهم على المجلس التأديبي وقد يكون مصيرهم الطرد.
أجوبة الأساتذة:
-من طرف الأستاذ/ة:إقناعهم بجدوى التعليم والتعلم؛حثهم على الانتباه ومسايرة الدروس؛التدخل الحازم وإعطاء العبرة بهم للتلاميذ الآخرين؛العمل على احتواء الشغب وعدم تضخيمه حفاظا على مصلحة القسم؛فصل التلاميذ المشاغبين داخل الفصل ؛الحفاظ على المسافة التربوية بشكل لبق؛التنبيه والتحذير؛إشغالهم وتوجيه أسئلة مرتبطة بالدرس لهم لكشف حقيقتهم أمام زملائهم؛إعطائهم القدوة والمثال في الجدية والمسؤولية؛التشاور والتعاون مع الحراسة العامة؛
-من طرف الإدارة:إحضار أولياء أمورهم؛غالبا تساهل الإدارة معهم حفاظا على مصلحتهم ومستقبلهم؛أحيانا اللامبالاة أو الطرد ؛كتابة التزام بعدم تكرر أفعالهم؛استعمال نقطة السلوك؛إحضار الإداريين إلى القسم للتدخل .
أجوبة الإداريين:
-من طرف الأستاذ/ة:الإخراج من القسم أو العنف المضاد؛طلب مقابلة أولياء أمرهم؛إخراجهم من القسم وحرمانهم من الحصة الدراسية وتوجيههم نحو الإدارة.
-من طرف الإدارة:التوقيف عن الدراسة واستدعاء أولياء الأمر الذين غالبا مايدافعون على براءة أبنائهم(تصديق رواية وكذب أبنائهم) أو يطلبون الصفح عليهم؛تأنيبهم وتوبيخهم؛مطالبته بتوقيع التزام بالمقاطعات؛الخصم من نقطة السلوك؛التوقيف عن الدراسة لمدة معينة؛ناذرا مايحالون على المجالس التأديبية.
من الأكثر شغبا؟ الكل أجمع على ان الذكور هم الأكثر شغبا.
*ماهي الحلول القمينة بالقضاء على ظاهرة الشغب لدى التلاميذ؟
-إجابات التلاميذ: إحداث او انعقاد مجلس مشترك بين الأطر التربوية وأولياء التلاميذ من اجل تطويق الظاهرة ومعالجتها؛إعطاء حصص في التوعية والتحسيس بأخطار الشغب على المشاغبين والتلاميذ عامة؛حنكة الأستاذ في التعامل مع الظاهرة؛التواصل الإيجابي والمتفهم للأستاذ/ة؛تخصيص فضاءات وأنشطة تربوية لاستثمار حاجيات وطاقات التلاميذ بشكل إيجابي(إثبات الذات،حب الظهور...)؛ معاقبة المشاغبين؛الاحترام المتابدل بين الأستاذ/ة والتلاميذ؛ضرورة انضباط التلاميذ وتوعيتهم بأهمية الدراسة ومصلحتهم؛التواصل مع الأسرة؛القضاء على الأسباب الحقيقية للشغب؛إلحاق خبير او مستشار اجتماعي او نفسي بالمؤسسة لمعالجة هذه الظاهرة وغيرها؛فرض قوانين داخلية للمؤسسة يساهم في صياغتها التلاميذ أنفسهم والعمل على احترامها وتطبيقها.
-أجوبة الأساتذة:تحبيب المدرسة للتلاميذ وجعل فضاءاتها جذابة وتحقق رغباتهم وحاجياتهم من خلال الأنشطة الموازية(قاعات متعددة التخصصات،أندية،أنشطة رياضية وفنية وثقافية..)؛تربية التلاميذ على القيم الإجابية(المسؤولية،الاحترام...)؛تعبئة الأسرة والمجتمع عامة(وزارة،إعلام،مجتمع مدني...) للقيام بادوار التوعية والتحسيس والتربية على القيم الإيجابية للأطفال والناشئة عامة؛توفير العدد الكافي من الأطر التربوية والإدارية والذي يوازي عدد التلاميذ بالمؤسسة؛إعادة النظر في الإيقاعات الزمنية وعدد ساعات الدراسة لتكون ملائمة لظروف العمل والدراسة الجيدين؛اتخاذ قرارات صارمة في حق المشاغبين؛توفير الأمن الضروري داخل المؤسسة وفرض واحترام هبة المؤسسة التربوية؛ضرورة إعادة النظر في طريقة توزيع التلاميذ على الأقسام (يجب أن يتراوح عددهم في القسم الواحد بين 20 و30 تلميذا) لأن الاكتظاظ مرتع خصب لتنامي ظاهرة الشغب ويصعب معه ضبط ومراقبة التلاميذ في القسم وبالأحرى خارجه؛توفير أنشطة تلائم المرحلة العمرية والنمائية للتلاميذ؛إعادة النظر في المناهج وفي تضخم البرامج والمقررات حيث تصيب التلاميذ بالعياء والملل؛توزيع الحصص الدراسية بشكل يلائم كل مادة دراسية؛ضرورة معاملة التلاميذ بالاحترام اللازم؛إلزام التلاميذ باحترام القانون الداخلي للمؤسسة؛ضبط مواقيت الدخول والخروج؛عدم الانفتاح الزائد على التلاميذ؛ضرورة صرامة الحراسة العامة والتعامل الحازم مع من يخل بالنظام والسير العادي للمؤسسة؛مساعدة المدير للحراسة العامة؛إلزام التلاميذ بالوزرة واللباس المحترم.
- رأي الإداريين:إشراك محيط المدرسة(الأسرة،المجتمع المدني،الإعلام...) لتطويق ومعالجة الظاهرة،من خلال تكثيف أشكال التواصل،و الأندية والشراكات والأنشطة التوعوية والتحسيسية...أنشطة مدرسية موازية ذات بعد تحسيسي وإبداعي... والتربية على القيم والسلوك المدني ؛التعاون بين الأطر التربوية والإدارية للحد من خطورة الظاهرة؛تعميم إطار المساعد الاجتماعي والنفسي على المؤسسات التعليمية؛المعالجة المجتمعية للظاهرة من خلال مشاريع مركبة ومتعددة الأبعاد والتدخلات وربط المدرسة بالمجتمع؛إعادة النظر في المشروع المجتمعي ككل والبرامج والمناهج المدرسية من خلال التركيز على البعد القيمي والتربوي.
تحليل ومناقشة
من خلال أراء وأجوبة كل من التلاميذ والأساتذة والإداريين،نلاحظ بالفعل أن ظاهرة الشغب لدى التلاميذ تتحكم فيها عدة متغيرات ومعطيات متشابكة ومركبة،سواء على مستوى تمظهراتها أو أسبابها او الحلول القيمنة بالحد منها ومعالجتها؛حيث تراوحت بين الظروف المزرية للمدرسة على مستوى الفضاءات والموارد البشرية وظروف العمل ،والاختلالات البيداغوجية والتربوية والقيمية و النفسية والسوسيوثقافية والمجتمعية بصفة عامة.
ونظن أن ظاهرة الشغب لدى التلاميذ ترتبط في العمق،على مستوى الأسباب والحلول،بمعطيات مركبة،تقتضي تدخلا مركبا أيضا متعدد المناهج والتخصصات المعرفية،ومتعدد الفاعلين المعنيين بها(كما أشار إلى ذلك سابقا بعض أفراد عينتنا).
والأمر كذلك يتطلب الفهم والتشخيص العلمي لظاهرة الشغب لدى تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي(وغيرهم)؛حيث يمكننا القول،على ضوء بعض الأدبيات العلمية النفسية والسوسيوثقافية والبيداغوجية،أن متغيرات ظاهرة شغب التلاميذ تتحكم فيها(على مستوى الحلول والأسباب) عدة معطيات،نذكر منها:
- معطيات نمائية نفسية:حيث إن تلامذة هذه المرحلة الدراسية ينتمون إلى المرحلة النمائية للمراهقة،التي تتميز وجدانيا،وحسب ادبيات التحليل النفسي،بنضج التموضعات الغريزية للطاقة اللبيدية(الطاقة الجنسية) في علاقتها بالمواضيع الحقيقية والواقعية،أي أن طفل/ة هذه المرحلة،ينتقل عنده الموضوع الجنسي من البعد الاستيهامي إلى البعد الواقعي،وهذا ما يفسر سلوكات التحرش الجنسي والشجارات حول الجنس الآخر،وحب الظهور وإثبات الذات أمام الجنس الآخرمن خلال سلوكات الشغب والعنف أحيانا؛كما نجد هيمنة ماهو جنسي على تفكير وسلوكيات التلاميذ مما قد يؤدي إلى عدم التركيز واللامبالاة الدراسيين ،وهذا قد يكون من بين أسباب الفشل الدراسي(أو العكس حافزا على الاجتهاد عند البعض) الذي قد تنتج عنه بعض سلوكات الشغب والعنف(عند الذكور أساسا نظرا للفروقات التربوية الذي خدع لها كل من الجنسين) كرد فعل على التمثل السلبي لذات التلميذ/ة وعنف الكبت الممارس عليه.الأمر الذي يتطلب إدخال التحليل النفسي والتربية الجنسية إلى مدارسنا ومناهجنا وبرامجنا المدرسية،لتكون شخصية تلامذتنا متوازنة وسوية ،وواعية بأبعادها النمائية والسلوكية ومتحكمة فيها بالمعرفة والقيم الملائمة.(يمكننا ان نضيف الأسباب المتعلقة بتعاطي المخدرات والمهلوسات والخمر من طرف بعض التلاميذ،مما يؤثر سلبا على تحكمهم الواعي والعاقل في سلوكاتهم...).
-معطيات سوسيوثقافية: إن جل التلاميذ بالمدرسة العمومية ينتمون إلى فئات اجتماعية وأسر فقيرة وهشة ومحافظة،ويتميز وسطهم الاجتماعي بالحرمان والاختلالات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقيمية،وفي ظل مرجعيات ثقافية وقيمية رأسمالية متوحشة التي تغلغت في بنيات ومنظومات المجتمع المغربي عبر ثقافة الاستعمار و الاستهلاك المادي والإعلامي ووسائل الاتصال الحديثة،نجد أن كل ذلك أنتج لنا أفرادا مستلبين وأميين ثقافيا،فردانيين وأنانيين وعدوانيين إجتماعيا؛ استهلاكيين وسلبيين اقتصاديا،ماديين ولذويين قيميا،سطحيين واتكاليين معرفيا وسلوكيا،لا يؤمنون بقيم الكفاءة والاستحقاق والواجب والمسؤولية واحترام الآخر،لايؤمنون بقيم المعرفة وأهمية التعليم والمدرسة ،نظرا لترويج وتكريس نماذج مثالية للنجاح والترقي الاجتماعي(في الإعلام والشارع) لاتعتمد على الكفاءة المعرفية والشواهد التعليمية(بيع المخدرات والخمر،اللصوصية،الدعارة،الهجرة الشرعية وغير الشرعية،الغناء،الرياضة،التمثيلية الانتخابية...)،بالإضافة إلى تفشي تمثلات لاجدوى المدرسة والمعرفة مجتمعيا،والكل يرى المصير والواقع المزريين لأهل المعرفة والتعليم(بطالة حملة الشواهد،الحالة الاجتماعية المزرية لأغلب رجال ونساء التعليم...)؛من هنا يتطبع الطفل ويُنشأ عبرهذه التمثلات الاجتماعية والقيم السلبية،و تكون النتيجة،بالإضافة إلى هشاشة الأسر الشعبية والفقيرة(تفكك،أمية،فقر...) وأشكال الحرمان والكبت والعنف التي يعاني منها اغلب تلاميذ هذه الأوساط الاجتماعية، ازدراء كل ماهو معرفي وتعليمي،وسلوكات العدوانية والشغب في المدرسة.(التلاميذ يعيدون إنتاج السائد المعرفي والنفسي والقيمي والسلوكي المجتمعي في المدرسة).
-معطيات بيداغوجية ومدرسية: كما أشار إلى ذلك بعض أفراد العينة،فإن اختلالات المدرسة المغربية في أبعادها البيداغوجية والتجهيزية والعمرانية والبشرية،وظروف عملها...،تساعد على إنتاج ظاهرة العنف والشغب والفشل في الحد منهما(الاكتظاظ،قلة الأطر التربوية والبشرية،لاجاذبية المدرسة،قلة التجهيزات والبنايات وفضاءات الأنشطة الموازية، كثرة ساعات الدراسة ورتابتها ،تضخم البرامج وطولها وعدم جاذبيتها وملاءمتها لحاجيات المتعلمين وتمركزها حول المعارف وتهميش التربية على القيم وتكوين الشخصية السليمة والمتوازنة، ،التهميش النظامي للدعم النفسي والاجتماعي بل حتى البيداغوجي،و غياب أطر المساعدين الاجتماعيين والنفسي داخل مدارسنا...).
في الأخير،وكما لاحظنا سالفا،إن ظاهرة شغب التلاميذ ظاهرة خطيرة ومُركبة،تؤشر على عدة اختلالات مدرسية ومجتمعية،وتهدد حاضر ومستقبل تلاميذتنا ومجتمعنا(تلاميذ اليوم هم مجتمع ومواطنو الغد).وكفى صمتا ولا مسؤولية،وتحميل الأطر المدرسية(التي تحترق أغلبها في صمت) دائما ولوحدها مسؤولية تردي نتائج وفعالية المدرسة المغربية الداخلية والخارجية،فعلى الجميع( وزارة ودولة وأسرة ومجتمعا)تحمل مسؤولياته كاملة في تحصين أبنائنا وبناتنا من كل المخاطر والانحرافات المجتمعية والعولمية الرأسمالية المتوحشة، وتربيتهم على القيم الإنسانية والوطنية والجماعية والعلمية الفاضلة،عبر التفعيل الحقيقي والفعال لكل مؤسسات ووسائل التنشئة الاجتماعية،وتوفير وسائل العيش والمعرفة والتربية الجيدة والكريمة لكل المواطنين،صغارا وكبارا،ذكورا وإناثا.وما ظواهر الشغب والعنف المدرسيين على سبيل المثال(التي يكتوي بنارها في صمت أطر المدرسة) وغيرهما،سواء في المدرسة او خارجها،سوى مؤشر على اختلالات وفشل مجتمع برمته.
محمد الصدوقي
باحث تربوي






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amde.rigala.net
 
الشغب المدرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ظاهرة العنف المدرسي
» بعض خروقات او اختلالات الدخول المدرسي 2010/2011

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعية المغربية لحقوق التلميذة والتلميذ :: قضية للنقاش-
انتقل الى: